الخميس، 4 يناير 2018

خاتمة كتاب شخصيات الأناجيل

خاتمة الكتاب

بعد هذا البحث المفصل والدراسة الشاملة والعميقة لشخصيات الأناجيل، والتي هي، أي الأناجيل، عبارة عن أربعة روايات قصصية قصيرة بالمفهوم القصصي مقارنة بالأعمال القصصية المعروفة، فإنجيل متّى لا يتجاوز خمس وخمسون صفحة بحسبب نسخة الفاندايك، وإنجيل مرقس ثلاث وثلاثون صفحة، وإنجيل لوقا أربع وخمسون صفحة، وإنجيل يوحنا إثنتان وأربعون صفحة، والتي استغرق تأليفها عشرات السنين، والتي اختلفت وتناقضت فيما بينها في العديد من الأحداث والتفاصيل، وتم تعديل العديد من من نصوصها، وإضافة وحذف نصوص أُخرى، كما بينت هذا الأمر بالتفصيل في كتاب مصادر الأناجيل وكتاب يسوع ابن يوسف النجار أسئلة حائرة، يبقى هنا سؤال، بعيداً عن كل المشاكلل النصية والتاريخية التي أحاطت وتحيط بالأناجيل، وهو هل نجحح كتبة الأناجيل في رسم معالم شخصياتهم بما يتناسب مع ما كانوا يسعون الى إبرازه وإظهاره والتبشير به من تعدد الآلهة، على الرغم من اعتمادهم بشكل رئيس، بل استطيع القول بشكل وحيد، على نصوص العهد القديم القائم أصلاً على وحدانية الرب خالقق السموات والأرض وانعدام وجود آلهة حقيقية أُخرى معه أو دونه!! كما بينته بالتفصيل في كتاب مصادر الأناجيل، وكما في النصوصص التالية أيضاً:
أنت هو الرب وحدك، أنت صنعت السموات وسماء السموات وكل جندها والأرض وكل ما عليها والبحار وكل ما فيها وأنت تحييها كلها،
وجند السماء لك يسجد. (نحميا 9: 6)
لأنه من هو إله غير الرب ومن هو صخرة سوى إلهنا. (مزمور 18: 31)
- انظروا الآن، أنا أنا هو وليس إله معي،
أنا أُميت وأُحيي وسحقتُ وإني أُشفي وليس من يدي مُخَلِصٌ،
إني أرفع الى السماء يدي وأقول حيّ أنا الى الأبد. (تثنية 32: 39-40)
اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد،
فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك. (تثنية 6: 4-5)
فاعتماد كتبة الأناجيل على العهد القديم واعتبار الأناجيل والرسائل الأُخرى امتداداً له وتسميتها بالعهد الجديد، يدعونا لمناقشة السؤالل السابق وهو هل نجح كتبة الأناجيل في رسم شخصياتهم، وخاصة شخصية يسوع وأبيه والروح المقدس، وهي الشخصيات الإلهية الثلاث، أو الأقانيم الثلاثة، التي تعبدها الكنائس المختلفة وتزعم أنها الرب الخالق في تجسده الأخير للبشرية، بما يتوافق مع مبادئ وأُصول العهد القديم؟
هل نجح كتبة الأناجيل في رسم وإبراز شخصية يسوع كمسيح، وليس كإله هنا، وهم يكتبون أن يسوع هو ابن داوُد، على الرغم من أنهم كتبوا على لسان يسوع أن المسيح رب داوُد وليس ابنه؟!
كتاب ميلاد يسوع ابن داوُد ابن إبراهيم. (متّى 1: 1)
ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي. (لوقا 3: 23)
- وفيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً ماذا تظنون في المسيح،
ابن من هو،
قالوا له ابن داوُد،
قال لهم فكيف يدعوه داوُد بالروح رباً قائلاً، قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك،
فإن كان داوُد يدعوه رباً فكيف يكون ابنه،
فلم يستطع أحد أن يُجيبه بكلمة، ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة. (متّى 22: 41-46)
- ثم أجاب يسوع وقال وهو يُعلم في الهيكل كيف يقول الكتبة أن المسيح ابن داوُد، لأن داوُد نفسه قال بالروح المقدس قال الربب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك،
فداوُد نفسه يدعوه رباً فمن أين هو ابنه،
وكان الجمع الكثير يسمعه بسرور. (مرقس 12: 35-37)
- وقال لهم كيف يقولون إن المسيح ابن داوُد،
وداوُد نفسه يقول في كتاب المزامير قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك،
فإذاً داوُد يدعوه رباً فكيف يكون ابنه. (لوقا 20: 41-44)
وهل نجح كتبة الأناجيل في رسم وإظهار شخصية يسوع كإله وهم يكتبون أنه قال عن نفسه أنه إنسان، على الرغم أن الرب خالق السموات والأرض يقول عن ذاته في العهد القديم أنه ليس انساناً؟!
- ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني،
وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الإله. (يوحنا 8: 40)
ليس الإله انساناً فيكذب،
ولا ابن إنسان فيندم،
هل يقول ولا يفعل،
أو يتكلم ولا يفي. (عدد 23: 19)
أم هل نجحوا في رسم وإبراز شخصية يسوع كإله، وهم يكتبون أنه سكن في بطن امرأة تسعة شهور، وأنه ولِدَ في مذود غنم، فيي حين أن العهد القديم يقول ان الرب لا يسكن مع الانسان علىى الأرض لأنه لا السماء ولا سماء السموات تسعه؟!
- والآن يا إله إسرائيل فليتحقق كلامك الذي كلمت به عبدك داوُد أبي،
لأنه هل يسكن الرب حقاً على الأرض،
هو ذا السموات وسماء السموات لا تسعك. (الملوك الاول 8: 25-29)
- والبيت الذي أنا بانيه عظيم لان إلهنا أعظم من جميع الآلهة،
ومن يستطيع ان يبني له بيتاً لان السموات وسماء السموات لا تسعه،
ومن أنا حتى ابني له بيتاً إلا للإيقاد أمامه. (الايام الثاني 2: 5-6)
لأنه هل يسكن الرب حقاً مع الإنسان على الأرض،
هو ذا السموات وسماء السموات لا تسعك،
فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت،
فالتفت إلى صلاة عبدك والى تضرعه أيها الرب الهي،
واسمع الصراخ والصلاة التي يصليها عبدك أمامك. (الايام الثاني 6: 18-19)
وهل نجحوا في إبراز وإظهار صفات يسوع الإلهية وهم يكتبون أن الشيطان كان مسيطراً عليه ويقتاده وينقله من مكان الى مكانن في التجربة التي كتبوها وضمّنوها العديد من الأخطاء والتناقضاتت كما بينتها في كتاب يسوع ابن يوسف النجار أسئلة حائرة؟
أم هل نجحوا في رسم وإظهار تلك الصفات وهم يكتبون عن نوم يسوع على وسادة، وأنه كان يتعب ويجوع ويأكل ويعطش ويشرب، في حين أن العهد القديم يقول ان الرب خالق السموات والأرض لا ينام ولا ينعس ولا يكل ولا يعيا؟
انه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل، الرب حافظك. (مزمور 121: 4-5)
- فبمن تشبهوني فأُساويه يقول القدوس،
ارفعوا الى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه،
من الذي يخرج بعدد جندها يدعو كلها باسماء،
لكثرة القوة وكونه شديد القدرة، لا يُفقد أحد،
لماذا تقول يا يعقوب وتتكلم يا إسرائيل قد اختفت طريقي عن الرب وفات حقيّ إلهي،
أما عرفت أم لم تسمع إله الدهر الرب خالق كل أطراف الأرض،
لا يكلّ ولا يعيا، ليس عن فهمه فحص،
يُعطي المُعيي قدرة ولعديم القوة شدّة. (إشعياء 40: 25-29)
وهل نجحوا في رسم صورة شخصية يسوع كإله وهم يكتبون ان يسوع كان يخاف ويحاول الإختفاء ولكنه لا يستطيع؟!
- ثم قام من هناك ومضى إلى تخوم صور وصيداء،
ودخل بيتاً وهو يريد أن لا يعلم أحد،
فلم يقدر أن يختفي. (مرقس 7: 24)
أم هل نجحوا في إبراز وإظهار شخصية يسوع كمسيح تحدثت عنه كتب العهد القديم كمَلِك، وهم يكتبون على لسانه أنه قال ان مملكته ليست من هذا العالم وأنه رفض أن يكون ملكاً؟
- أجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم،
لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أُسلم الى اليهود،
ولكن الآن ليست مملكتي من هنا. (يوحنا 18: 36)
- فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا بالحقيقة إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم،
وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون ان يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً انصرف أيضاً إلى الجبل وحده. (يوحنا 6: 14-15)
أم هل نجحوا في رسم وإظهار شخصية يسوع كإله وابن إله عندما كتبوا أنه صرخ وهو على الصليب إلهي إلهي لماذا تركتني؟!
- ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً ايلي ايلي لما شبقتني، أي إلهي إلهي لماذا تركتني. (متّى 27: 46)
- وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً إلوي إلوي لما شبقتني الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني. (مرقس 15: 34)
أم هل نجحوا في إبراز شخصية يسوع كعالِم بالعهد القديم، وليس كأحد الأقانيم الثلاثة، الذين هم واحد ومن نفس الطبيعة والجوهر،، وأنهم يمثلون الرب خالق السموات والأرض، وهم يكتبون أن يسوع لم يستطع تذكر ما هو مكتوب في العهد القديم من قصص، وعلى سبيل المثال عدم قدرة يسوع على تذكر اسم الكاهن الذي ذهب داوُد عنده بعد هربه من شاول، والشخص الذي قتله اليهودد بين الهيكل والمذبح؟!
- فقال لهم أما قرأتم قط ما فعله داوُد حين احتاج وجاع هو والذين معه،
كيف دخل بيت الرب في أيام أبيأثار رئيس الكهنة وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة ،
وأعطى الذين كانوا معه أيضاً. (مرقس 2: 25-26)
لأن اسم الكاهن الصحيح هو أخيمالك وليس أبيأثار كما قال يسوع، أو بمعنى أدق كما كتب مرقس على لسان يسوع!
ويل لكم لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزينون مدافن الصديقين،
وتقولون لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء،
فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء،
فاملأوا أنتم مكيال آبائكم،
أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم،
لذلك ها أنا أُرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة إلىى مدينة،
لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق  إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل  والمذبح،
الحق أقول لكم ان هذا كله يأتي على هذا الجيل. (متّى 23: 29-37)
والرجل الذي قتله اليهود في الهيكل هو زكريا بن يهوياداع، وليس زكريا بن برخيا لأن الهيكل كان مدمراً عندما كان زكريا بن برخيا حياً كما بينته سابقاً.
أم هل نجحوا في رسم شخصيته ليس كإله أو مسيح أو نبي بل كعالِم بالكتاب المقدس وهم يكتبون أن يسوع لا يستطيع التفريقق بين الناموس أو التوراة والمزامير؟!
أجابهم يسوع أليس مكتوباً في ناموسكم أنا قلت إنكم آلهة، إن قال آلهة لأُولئك الذين صارت إليهم كلمة الإله، ولا يمكن أن ينقضض المكتوب. (يوحنا 10: 34-35)
- لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم أنهم أبغضوني بلا سبب. (يوحنا 15: 25)
فهذان النصان مكتوبان في المزامير وليس في الناموس، أي التوراة، كما قال يسوع، أو بمعنى أدق كما كتب يوحنا على لسان يسوع!
- لا يشمت بي الذين هم أعدائي باطلاً ولا يتغامز بالعين الذين يبغضونني بلا سبب. (مزمور 35: 19)
- أكثر من شعر رأسي الذين يُبغضونني بلا سبب، اعتزّ مُستهلكيّ أعدائي، حينئذ رددتُ الذي لم أخطفه. (مزمور 69: 4)
أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلي كلكم، لكن مثل الناس تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون، قم يا إله دن الأرض، لأنك أنت تمتلك كل الأُمم. (مزمور 82: 6-8)
وهل نجحوا في إبراز ورسم صورته كإله وهم يكتبون أنه يدعو الى كراهية كل انسان، الأب والأُم والإخواة والأخوات والأبناءء وحتى نفس الانسان ذاته؟
- وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت،
وقال لهم ان كان أحد يأتي اليّ ولا يُبغض،
1- أباه،
2- وأُمه،
3- وامرأته،
4- وأولاده،
5- واخوته،
6- وأخواته،
7- حتى نفسه أيضاً،
فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً،
8- ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذاً،
9- فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر ان يكون لي تلميذاً،
الملح جيد ولكن اذا فسد الملح فبماذا يُصلح،
لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فيطرحونه خارجاً،
من له أُذنان للسمع فليسمع.(لوقا 14: 25-35)
وهل نجحوا في رسم شخصيته كإله وهم يكتبون بعض النصوص العنصرية على لسانه ضد طوائف من البشر، والذين من المفترض أنه هو من خلقهم؟!
لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدّام الخنازير،
لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم. (متّى 7: 6)
- هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً،
إلى طريق أمم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا،
بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. (متّى 10: 5-6)
- ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيداء،
وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة،
ارحمني يا سيد  يا ابن داوُد، ابنتي مجنونة جداً،
فلم يجبها بكلمة،
فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا،
فأجاب وقال لم أُرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة،
فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعني،
فأجاب وقال ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب،
فقالت نعم يا سيد، والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها،
حينئذ أجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم إيمانك،
ليكن لك كما تريدين. فشفيت ابنتها من تلك الساعة. (متّى 15: 21-28)
- ثم قام من هناك ومضى الى تخوم صور وصيداء،
ودخل  بيتا وهو يريد أن لا يعلم أحد،
فلم يقدر ان يختفي،
لأن امرأة  كان بابنتها روح نجس سمعت به فأتت وخرّت عند قدميه،
وكانت الإمرأة أُممية وفي جنسها فينيقية سورية،
فسألته أن يُخرج الشيطان من ابنتها،
وأما يسوع فقال لها دعي البنين أولاً يشبعون،
لأنه ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب،
فأجابت وقالت له نعم يا سيد،
والكلاب أيضاً تحت المائدة تأكل من فتات البنين،
فقال لها لأجل هذه الكلمة اذهبي قد خرج الشيطان من ابنتك. (مرقس 7: 24-29)
وهل نجح كتبة الأناجيل في إبراز الصفات التي يدّعونها ليسوع وهم لم يكتبوا نبوءة واحدة على لسانه وتحققت كما قالها؟!
- الحق أقول لكم ان من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في مملكته. (متّى 16: 28)
- وقال لهم الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا مملكة الإله قد أتت بقوة. (مرقس 9: 1)
- وحقاً أقول لكم إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا مملكة الإله. (لوقا 9: 27)
- ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأُخرى،
فاني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان. (متّى 10: 23)
أم هل نجحوا في إبراز وإظهار الصفات التي يزعمونها ليسوع وهم يكتبون عشرات الوعود على لسانه والتي لم ولن يتحقق منها شيء.
- فأجاب بطرس حينئذ وقال له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا،
فقال لهم يسوع الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً علىى اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر،
وكل من ترك بيوتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو إماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً من أجل اسمي،
يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية. (متّى 19: 27-29)
وابتدأ بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك،
فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أُماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلي ولأجلل الإنجيل، إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتاً وإخوةة وأخوات وأُمهات وأولاداً وحقولاً مع اضطهادات،
وفي الدهر الأتي الحياة الأبدية. (مرقس 10: 28-30)
ولهذا يقول العهد القديم:
ليس الإله انساناً فيكذب،
ولا ابن إنسان فيندم،
هل يقول ولا يفعل،
أو يتكلم ولا يفي. (عدد 23: 19)
أم هل نجحوا في إبراز صفات يسوع التي يزعمونها وهم يكتبون أنه لا يعلم الغيب ولا موعد يوم القيامة؟
- وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد،
ولا الملائكة الذين في السماء،
ولا الابن،
إلا الأب. (مرقس 13: 32)
أم هل نجحوا في إبراز ورسم صورته كإله وهم يقولون أن بطرس انتهره؟
- من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يُظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أُورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتل،، وفي اليوم الثالث يقوم،
فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلاً حاشاك يا رب، لا يكون لك هذا،
فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان،
أنت معثرة لي، لأنك لا تهتم بما للإله لكن بما للناس. (متّى 16: 21-23)
أم هل نجحوا في رسم وإظهار صورته كإله وهم يكتبون أنه كان يستخدم دواب في تنقله بين المدن والقرى؟
فذهب التلميذان وفعلا كما أمرهما يسوع،
وأتيا بالأتان والجحش ووضعا عليهما ثيابهما فجلس عليهما. (متّى 21: 6-7)
أم هل نجحوا في رسم وإبراز شخصيته كإله وهم يكتبون قصة محاكمته، وقيام بعض اليهود والجنود بضربه وجلده والبصق عليه ومن ثم تعليقه على خشبة وقيام أحد الجنود بطعنه بحربة؟!
وهل نجح كتبة الاناجيل في رسم وإظهار صفاته كإله وهم يكتبون أنه مات، على الرغم أن العهد القديم يقول ان الرب حي لا يموت؟!
- انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي،
أنا أُميت وأُحيي سحقت واني أُشفي وليس من يدي مخلص،
إني أرفع الى السماء يدي وأقول حيّ أنا الى الأبد. (تثنية 32: 39-40)
هذا كله وغيره الكثير، كما بينته في الكتاب، يثبت أن كتبة الأناجيل لم ينجحوا في رسم وصياغة وإظهار شخصية يسوع بما يتوافق مع صفات الرب في العهد القديم، وبما يتوافق مع عظمة هذا الكون المترامي الأطراف، والذي لا يستطيع العقل البشري مجرد تصور حجمه او مساحته مما يدل بلا شك على عظمة خالقه، سبحانه وتعالى عما يشركون ويصفون.
هذا بالنسبة لشخصية يسوع، فماذا عن شخصية أب يسوع الذي يدعي كتبة الأناجيل أنه الرب؟
هل نجح كتبة الأناجيل في رسم وصياغة وإظهار شخصيته وصورته عندما كتبوا أن كل كلام ووصايا يسوع هي وصايا أباه وكلماته كما في النصين التاليين:
- من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه،
الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير،
لأني لم أتكلم من نفسي،
لكن الأب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول وبماذا أتكلم،
وأنا أعلم أن وصيته هي حياة أبدية،
فما أتكلم أنا به فكما قال لي الأب هكذا أتكلم. (يوحنا 12: 48-50)
- أجاب يسوع وقال له إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً،
الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي،
والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للأب الذي أرسلني. (يوحنا 14: 23-24)
وهذا يعني أن كل الأخطاء والتناقضات والنبوءات والوعود غير المتحققة المذكورة في الأناجيل هي من كلام أب يسوع، وهذا بالتأكيد يدل على أن أب يسوع لا علاقة له بالرب خالق السموات والأرض كما هو مبين في الكتاب بالتفصيل! وهنا يجدر بي الى لفت الأنظار الى عملية تحريف موجودة في النسخ العربية للأناجيل، وهي كتابة اسم أب يسوع بمد الألف أي الآب وليس كلمة أب، في حين أن كل ترجمات الأناجيل في مختلف اللغات تستخدم كلمة أب، أي والد، وهذا العمل قامت به الكنائس للإيحاء لأتباعها الطيبين ولقراء الأناجيل من غير أتباعها أن هذا اسم علم للرب! وهذا من أبسط تحريفات الكنائس التي قامت بها، ومؤخراً قاموا في نسخة تسمى الإنجيل الشريف باستعمال اسم عيسى بدلاً من يسوع، وذلك للتمويه على المسلمين بأن ما هو مكتوب فيي الأناجيل يتحدث عن عيسى ابن مريم المذكور في القرآن الكريم، وهذا الأمر سيكون مدار بحث مستقل في المستقبل القريب.
وأما بالنسبة للروح المقدس فعلى الرغم من أن كتبة الأناجيل لم يشيروا الى أُلوهيته في الأناجيل! وإنما تم وضعه ضمن الآلهة التيي تعبدها الكنائس بعد مئات السنين من كتابة الأناجيل في القرنن الخامس بعد الميلاد في أحد المجامع الكنسية، إلا ان خطبة استفانوس التي قال لوقا في أعمال الرسل أنه قالها بواسطة الروحح المقدس، والتي تحدثت عنها في هذا الكتاب وكتاب يسوع ابن يوسف النجار أسئلة حائرة، تعطينا فكرة واضحة عن أن الروح المقدس ليس فقط أنه لا علاقة له بالصفات الإلهية التي ألصقتها به الكنائس، وإنما لا علاقة له بالعلم بما هو مكتوب في العهد القديم!
وأما بالنسبة لشخصية السيدة مريم، فهل نجح كتبة الأناجيل في رسم وإبراز شخصيتها بما يتوافق مع أهميتها ومكانتها، كونها ولدت يسوع من غير رجل، وهم يتجاهلوا كتابة نسبها في الأناجيل وينسبوا ابنها الى يوسف النجار، كما وكتبوا أيضاً على لسانها أنهاا قالت أن يوسف النجار هو والد ابنها، وكذلك قالوا ان يوسفف النجار كان يعاشرها معاشرة الأزواج بعد ولادتها يسوع، وأنه كان لها أولاد وبنات، سواء من يوسف النجار أو من شخص آخر؟! كما في النصوص التالية:
- وقالت له أُمه يا بني لماذا فعلت بنا هكذا،
هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين،
فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني، ألم تعلما انه ينبغي أن أكون في ما لأبي،
فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما،
ثم نزل معهما وجاء الى الناصرة،
وكان خاضعاً لهما،
وكانت أُمه تحفظ جميع هذه الأُمور في قلبها. (لوقا 2: 48-51)
- فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب وأخذ امرأته،
ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ودعا اسمه يسوع. (متّى 1: 24-25)
- أليس هذا ابن النجار أليست أُمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا،
أوليست أخواته جميعهن عندنا. (متّى 13: 55-56)
وأما بالنسبة لشخصية يوحنا المعمدان، هل نجح كتبة الأناجيل في رسم وإظهار شخصيته بما يتوافق مع النصوص التي اقتبسوها من العهد القديم وقالوا انها تتحدث عن يوحنا وأنه صوت صارخ في البرية وأنه مُرسل لتمهيد الطريق ليسوع، وهم يكتبون أنه قال أنهه لم يكن يعرف يسوع، على الرغم من أنهم كتبوا أنه فرح وهو فيي بطن أُمه عندما سمع صوت مريم عندما جاءت لزيارة والدته فيي البيت! وأنه في آخر حياته كان غير متأكد من شخصية يسوعع ووظيفته، وأن يسوع لم يُعلم تلاميذه الصلاة حتى طلبوا منه أنن يعلمهم الصلاة كما يفعل يوحنا مع تلاميذه! وكذلك كتبوا أن يسوعع قال ان يوحنا المعمدان هو النبي إيليا الذي مات قبل مئات السنين من ولادة يوحنا المعمدان، وهذا يشير الى إيمان كتبة الأناجيل بتناسخ الأرواح، على الرغم من أنهم كتبوا على لسان يوحنا المعمدان نفسه أنه قال أنه ليس إيليا؟!
- فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح المقدس. (لوقا 1: 41)
- وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أُورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت،
فاعترف ولم يُنكر وأقرّ أني لست المسيح،
فسألوه إذاً ماذا، إيليا أنت، فقال لست أنا،
النبي أنت، فأجاب لا،
فقالوا له من أنت لنعطي جواباً للذين أرسلونا، ماذا تقول عن نفسك،
قال أنا صوت صارخ في البرية قوّموا طريق الرب كما قال إشعياء النبي،
وكان المرسلون من الفريسيين، فسألوه وقالوا له فما بالك تعمّد إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبي،
أجابهم يوحنا قائلاً أنا أُعمّد بماء ولكن في وسطكم قائم،
الذي لستم تعرفونه، هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي،
الذي لست بمستحق أن أحلّ سيور حذائه،
هذا كان في بيت عبرة في عبر الأردن حيث كان يوحنا يُعمّد،
وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه فقال هو ذا حَمَل الإله الذي يرفع خطية العالم،
هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه كان قبلي،
وأنا لم أكن أعرفه،
لكن لِيُظهَرَ لإسرائيل لذلك جئت أُعمّد بالماء،
وشهد يوحنا قائلاً إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه،
وأنا لم أكن أعرفه،
لكن الذي أرسلني لأُعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاً عليه ومستقراً عليه فهذا الذي يُعمّد بالروح المقدس. (يوحنا 1: 19-33)
- أما يوحنا فلما سمع في السجن بأعمال المسيح أرسل اثنين من تلاميذه،
وقال له أنت هو الآتي أم ننتظر آخر،
فأجاب يسوع وقال لهما اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران. (متّى 11: 2-4)
- فأخبر يوحنا تلاميذه بهذا كله،
فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه وأرسل الى يسوع قائلاً أنت هو الآتي أم ننتظر آخر،
فلما جاء الرجلان إليه قالا يوحنا المعمدان قد أرسلنا إليك قائلاً أنت هو الآتي أم ننتظر آخر،
وفي تلك الساعة شفى كثيرين من أمراض وأدواء وأرواح شريرة ووهب البصر لعميان كثيرين،
فأجاب يسوع وقال لهما اذهبا وأخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما إن العُمي يُبصرون والعرج يمشون والبرص يُطهّرون والصمم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يُبَشَّرون،
وطوبى لمن لا يعثر فيّ. (لوقا 7: 18-23)
- وبينما ذهب هذان ابتدأ يسوع يقول للجموع عن يوحنا ماذا خرجتم الى البرية لتنظروا أقصبة تحركها الريح، ماذا خرجتمم لتنظروا إنساناً لابساً ثياباً ناعمة ، هوذا الذين يلبسون الثيابب الناعمة هم في بيوت الملوك، لكن ماذا خرجتم لتنظروا، أنبياً، نعمم أقول لكم وأفضل من نبي،
فإن هذا هو الذي كتب عنه ها أنا أُرسل أمام وجهك ملاكي الذي يُهيئ طريقك قدامك،
الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان،
ولكن الأصغر في مملكة السماء أعظم منه،
ومن أيام يوحنا المعمدان الى الآن مملكة السماء تغتصب والغاصبون يختطفونها، لأن جميع الأنبياء والناموس الى يوحنا تنبأوا،
وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي،
من له أُذنان للسمع فليسمع. (متّى 11: 7-15)
- وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أُورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت،
فاعترف ولم ينكر وأقرّ أني لست المسيح،
فسألوه إذاً ماذا، إيليا أنت،
فقال لست أنا، النبي أنت فأجاب لا. (يوحنا 1: 19-21)
- حينئذ أتى إليه تلاميذ يوحنا قائلين لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيراً وأما تلاميذك فلا يصومون. (متّى 9: 14)
- وكان تلاميذ يوحنا والفريسيين يصومون،
فجاءوا وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين وأما تلاميذك فلا يصومون. (مرقس 2: 18)
- وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيراً ويُقدّمون طلبات وكذلك تلاميذ الفريسيين أيضاً،
وأما تلاميذك فيأكلون ويشربون. (لوقا 5: 33)
- وإذ كان يصلي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يا رب علمنا أن نصلي كما علم يوحنا أيضاً تلاميذه. (لوقا 11: 1-2)
وأما بالنسبة لشخصيات التلاميذ، فهل نجح كتبة الاناجيل في اظهارهم كتلاميذ حقيقيين ليسوع وهم يكتبون أن هؤلاء التلاميذ لم يكونوا مؤمنين به الى آخر لحظة، وأنهم لم يكونوا يفهمون ما يقوله سواء قاله بأمثال أو بدون أمثال ولا يلتزمون بتعاليمه ولا يؤمنون بمعجزاته؟!
وهل نجح كتبة الأناجيل برسم وإظهار شخصياتهم كمؤمنين بيسوع، سواء كمسيح أو ابن إله أو أحد الأقانيم الثلاثة، وهم يكتبون أن بطرس انتهر يسوع وأنكره ولعنه ولم يصدق أنه قام من الأموات، وكذلك فعل باقي التلاميذ، حتى أن توما لم يؤمن أنن يسوع قام من الأموات حتى وضع أصابعه في جراح يسوع؟!
هل هؤلاء يمثلون ثمرة كرازة وتبشير يسوع وهو القائل من ثمارهم تعرفونهم، (متّى 7: 16)، وهو القائل أيضاً أنه هو منن اختارهم وليسوا هم من اختاروه؟!
ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم،
لكي يُعطيكم الأب كل ما طلبتم باسمي،
بهذا أُوصيكم حتى تُحبوا بعضكم بعضاً. (يوحنا 15: 16-17)
- ولما دخل السفينة تبعه تلاميذه، وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطّت الأمواج السفينة، وكان هو نائماً،
فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين يا سيد نجنا فإننا نهلك،
فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم. (متّى 8: 23-26)
- وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشياً على البحر،
فلما أبصره التلاميذ ماشياً على البحر اضطربوا قائلين انه خيال،
ومن الخوف صرخوا،
فللوقت كلمهم يسوع قائلاً تشجعوا، أنا هو، لا تخافوا،
فأجابه بطرس وقال يا سيد إن كنت أنت هو فمرني أن آتي إليك على الماء، فقال تعال،
فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلى يسوع،
ولكن لما رأى الريح شديدة خاف،
وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلا يا رب نجني،
ففي الحال مدّ يسوع يده وامسك به وقال له،
يا قليل الإيمان لماذا شككت. (متّى 14: 25-31)
- فصرفوا الجمع وأخذوه كما كان في السفينة، وكانت معه أيضاً سُفن أُخرى صغيرة،
فحدث نوْء ريح عظيم فكانت الأمواج تضرب الى السفينة حتى صارت تمتلئ،
وكان هو في المؤخر، على وسادة نائماً،
فأيقظوه وقالوا يا معلم أما يهمُّك أننا نهلك،
فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت، ابكم،
فسكنت الريح وصار هدوء عظيم،
وقال لهم ما بالكم خائفين هكذا،
كيف لا إيمان لكم،
فخافوا خوفاً عظيماً،
وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا،
فان الريح أيضاً والبحر يطيعانه. (مرقس 4: 36-41)
- وفي أحد الايام دخل سفينة هو وتلاميذه فقال لهم لنعبر الى عبر البحيرة فأقلعوا، وفيما هم سائرون نام،
فنزل نوْءٌ ريح في البحيرة وكانوا يمتلئون ماء وصاروا في خطر،
فتقدموا وأيقظوه قائلين يا معلم يا معلم اننا نهلك،
فقام وانتهر الريح وتمّوج الماء فانتهيا وصار هدوء،
ثم قال لهم اين ايمانكم، فخافوا وتعجبوا قائلين فيما بينهم من هو هذا فإنه يأمر الرياح أيضاً والماء فتطيعه. (لوقا 8: 22-25)
- ولما جاءوا إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثيا له، وقائلاً يا سيد ارحم ابني فانه يُصرع ويتألم شديداً، ويقع كثيراً في النار وكثيراً في الماء،
وأحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه،
فأجاب يسوع وقال أيها الجيل غير المؤمن الملتوي،
إلى متى أكون معكم،
إلى متى احتملكم، قدّموه إليّ ههنا،
فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان، فشفي الغلام من تلك الساعة،
ثم تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا لماذا لم نقدر نحن أن نُخرجه،
فقال لهم يسوع لعدم إيمانكم، فالحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم. (متّى 17: 14-20)) و(مرقس 9: 14-29) و(لوقا 9: 37-42)
- وفي اليوم التالي إذ نزلوا من الجبل استقبله جمع كثير،
وإذا رجل من الجمع صرخ قائلاً يا معلم أطلبُ إليك انظر الى ابني فإنه وحيد لي،
وها روح يأخذه فيصرخ بغتة فيصرعه مزبداً وبالجهد يُفارقه مُرضضاً إياه،
وطلبت من تلاميذك أن يخرجوه فلم يقدروا،
فأجاب يسوع وقال أيها الجيل غير المؤمن والملتوي،
إلى متى أكون معكم وأحتملكم، قدّم ابنك الى هنا، وبينما هو آت مزّقه الشيطان وصرعه، فانتهر يسوع الروح النجس وشفىى الصبي وسلمه الى أبيه، فبُهت الجميع من عظمة الإله،
وإذ كان الجميع يتعجبون من كل ما فعل يسوع، قال لتلاميذه ضعوا أنتم هذا الكلام في آذانكم،
إن ابن الانسان سوف يُسلم الى أيدي الناس،
وأما هم فلم يفهموا هذا القول،
وكان مُخفىً عنهم لكي لا يفهموه،
وخافوا ان يسألوه عن هذا القول. (لوقا 9: 37-45)
- ثم دعا الجمع وقال لهم اسمعوا وافهموا،
ليس ما يدخل الفم يُنجس الإنسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان، حينئذ تقدم تلاميذه وقالوا له أتعلم أن الفريسيين لما سمعواا القول نفروا،
فأجاب وقال كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يُقلع، اتركوهم هم عميان قادة عميان، وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة،
فأجاب بطرس وقال له فسّر لنا هذا المثل،
فقال لهم يسوع هل أنتم أيضا حتى الآن غير فاهمين،
ألا تفهمون بعد أن كل ما يدخل الفم يمضي إلى الجوف ويندفع إلى المخرج، وأما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر، وذاك يُنجس الإنسان، لأن من القلب تخرج أفكار شريرة قتل زنى فسق سرقةة شهادة زور تجديف، هذه هي التي تنجس الإنسان، وأما الأكل بأيد غير مغسولة فلا يُنجس الإنسان. (متّى 15: 10-20)
- ولما جاء التلاميذ إلى العَبَر نسوا أن يأخذوا خبزاً،
وقال لهم يسوع انظروا وتحرّزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين،
ففكروا في أنفسهم قائلين إننا لم نأخذ خبزاً،
فعلم يسوع وقال لهم لماذا تفكرون في أنفسكم،
يا قليلي الإيمان،
أنكم لم تأخذوا خبزا،
أحتى ألان لا تفهمون،
ولا تذكرون خمس خبزات الخمسة الآلاف وكم قفة أخذتم. (متّى 16: 5-9)
وعندما قال لهم مثل المزارع الذي سقط منه الحب فجاءت الطيور فأكلته قال له التلاميذ:
- ولما كان وحده سأله الذين حوله مع ألاثني عشر عن المثل،
فقال لهم قد أُعطي لكم أن تعرفوا سرّ مملكة الإله،
وأما الذين هم من الخارج فبالأمثال يكون لهم كل شيء، لكي يُبصروا مُبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلاا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم،
ثم قال لهم أما تعلمون هذا المثل،
فكيف تعلمون جميع الأمثال. (مرقس 4: 10-13)
- فقال يسوع الحق أقول لكم إنه يعسر أن يدخل غني إلى مملكة السماء، وأقول لكم إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى مملكة الإله،
فلما سمع تلاميذه بهتوا جداً قائلين إذن من يستطيع أن يخلص. (متّى 19: 23-25)
- فنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى مملكة الاله،
فتحيّر التلاميذ من كلامه،
فأجاب يسوع أيضا وقال لهم يا بَنيّ ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى مملكة الإله،
مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى مملكة الإله،
فبهتوا إلى الغاية،
قائلين بعضهم لبعض فمن يستطيع أن يخلص. (مرقس 10: 23-26) و(لوقا 18: 24-26)
- كل ما للأب هو لي، لهذا قلت إنه يأخذ مما لي ويُخبركم،
بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل أيضاً ترونني لأني ذاهب الى الأب،
فقال قوم من تلاميذه بعضهم لبعض ما هو هذا الذي يقوله لنا بعد قليل لا تبصرونني ثم بعد قليل أيضاً ترونني لأني ذاهب الى الأب،
فقالوا ما هو هذا القليل الذي يقول عنه،
لسنا نعلم بماذا يتكلم. (يوحنا 16: 15-19)
- ودعا الجمع مع تلاميذه وقال لهم من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني،
فإن من أراد أن يُخلص نفسه يُهلكها،
ومن يُهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يُخلصها،
لأنه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه،
أو ماذا يُعطي الانسان فداء عن نفسه،
لأن من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فإن ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين. (مرقس 8: 34-38)، وقال لهم الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا مملكة الإله قد أتت بقوة. (مرقس إصحاح 9: 1)
- وقال للجميع إن أراد أحد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني،
فإن من أراد أن يُخلص نفسه يُهلكها، ومن يُهلك نفسه من أجلي فهذا يُخلصها، لأنه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وأهلكك نفسه أو خسرها،
لأن من استحى بي وبكلامي فبهذا يستحي ابن الانسان متى جاء بمجده ومجد الأب والملائكة القديسين،
حقاً أقول لكم إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا مملكة الإله. (لوقا 9: 23-27)
وبعد منعه الطلاق قال له تلاميذه:
- قال له تلاميذه إن كان هكذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوج، فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين أُعطي لهم. (متّى 19: 10-11)
- بعد هذا مضى يسوع الى عبر بحر الجليل وهو بحر طبرية وتبعه جمع كثير لأنهم أبصروا آياته التي كان يصنعها في المرضى،
فصعد يسوع الى جبل وجلس هناك مع تلاميذه، وكان الفصح، عيد اليهود قريباً، فرفع يسوع عينيه ونظر أنّ جمعاً كثيراً مقبل إليهه فقال لفيلبس من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء،
وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل،
أجابه فيلبس لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئاً يسيراً،
قال له واحد من تلاميذه وهو أندراوس أخو سمعان بطرس هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان،
ولكن ما هذا لمثل هؤلاء. (يوحنا 6: 1-9)
- وها أنا أُرسل إليكم موعد أبي،
فأقيموا في مدينة أُورشليم، إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي. (لوقا 24: 49)
- الذين أراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة بعدما تألم،
وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الأُمور المختصة بمملكة الرب،
وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أُورشليم بل ينتظروا موعد الأب الذي سمعتموه مني. (أعمال الرسل 1: 3-4)
- هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً إلى طريق أُمم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا،
بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. (متّى 10: 5-6)
- فأجاب وقال لم أُرسل إلا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. (متّى 15: 24)
- أما بطرس فكان جالساً خارجاً في الدار،
فجاءت إليه جارية قائلة وأنت كنت مع يسوع الجليلي،
فأنكر قدّام الجميع قائلاً لست أدري ما تقولين،
ثم إذ خرج الى الدهليز رأته أُخرى فقالت للذين هناك وهذا كان مع يسوع الناصري،
فأنكر أيضاً بقسم إني لست أعرف الرجل،
وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقاً أنت أيضاً منهم فإن لغتك تظهرك،
فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف إني لا أعرف الرجل،
وللوقت صاح الديك، فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات فخرج الى خارج وبكى بكاء مُرّاً. (متّى 26: 69-75)
- وبينما كان بطرس في الدار أسفل جاءت إحدى جواري رئيس الكهنة،
فلما رأت بطرس يستدفئ نظرت إليه وقالت وأنت كنت مع يسوع الناصري،
فأنكر قائلاً لست أدري ولا أفهم ما تقولين،
وخرج خارجاً إلى الدهليز،
فصاح الديك،
فرأته الجارية أيضاً وابتدأت تقول للحاضرين إن هذا منهم،
فأنكر أيضاً،
وبعد قليل أيضاً قال الحاضرون لبطرس حقاً أنت منهم لأنك جليلي أيضاً ولغتك تشبه لغتهم،
فابتدأ يلعن ويحلف أني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه،
وصاح الديك ثانية، فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع إنك قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات، فلما تفكر به بكى. (مرقس 14: 66-72)
- حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا. (متّى 26: 56)
فتركه الجميع وهربوا، وتبعه شاب لابساً ازاراً على عُيريِّه فأمسكه الشبان، فترك الإزار وهرب منهم عرياناً. (مرقس 14: 50-52)
- فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون،
فلمّا سمع أُولئك أنه حيّ وقد نظرته،
فلم يُصدقوا. (مرقس 16: 9-11)
- وبعد ذلك ظهر بهيئة أُخرى لاثنين منهم وهما يمشيان منطلقين الى البرية،
وذهب هذان واخبرا الباقين، فلم يصدقوا ولا هذين. (مرقس 16: 12-13)
- وأخيراً ظهر للأحد عشر وهم متكئون،
ووبخ عدم ايمانهم وقساوة قلوبهم،
لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام. (مرقس 16: 14)
- فتذكرن كلامه ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله، وكانت مريم المجدلية ويونّا ومريم أُم يعقوبب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل، فتراءى كلامهن لهم كالهذيان، ولم يصدقوهن. (لوقا 24: 8-11)
هل هؤلاء التلاميذ كما صورت الأناجيل شخصياتهم يمثلون حقاً ثمرة وجهد يسوع من الكرازة والتبشير؟!
وأما بالنسبة لشخصية يهوذا، هل نجح كتبة الاناجيل في رسم وإبراز معالم شخصيته وهم الذين اختلفوا في كيفية موته؟!
- حينئذ لمّا رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دِينَ ندم وردّ الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ، قائلا قد أخطأت إذ سلّمتُ دماً بريئاً،
فقالوا ماذا علينا، أنت أبصر،
فطرح الفضة في الهيكل وانصرف، ثم مضى وخنق نفسه،
فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحلّ أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم، فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاريّ مقبرة للغرباء،
لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم إلى هذا اليوم،
حينئذ تمّ ما قيل بإرميا النبي القائل وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب. (متّى 27: 3-10)
- وفي تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ وكان عدة أسماء معاً نحو مئة وعشرين فقال، أيها الرجال الإخوة كان ينبغي أن يتم هذاا المكتوب الذي سبق الروح المقدس فقال بفم داؤد عن يهوذا الذي صار دليلاً للذين قبضوا على يسوع،
إذ كان معدوداً بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة،
فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها،
وصار ذلك معلوماً عند جميع سكان أُورشليم حتى دُعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما، أي حقل دم،
لانه مكتوب في سِفر المزامير لتصر داره خراباً ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر. (أعمال الرسل 1: 15-20)
وأما شخصيات الكهنة والفريسيين والكتبة، واليهود بشكل عام، هل نجح كتبة الأناجيل في رسم وإظهار صورتهم بحيث يتبين لنا أنهمم كانوا يتعاملون مع يسوع كإله حقيقي وهم يكتبون أنهم حاولوا أن يقتلوه عدة مرات وكانوا يسخرون منه ويستهزئون به، وفي نهاية المطاف استطاعوا أن يعلقوه على خشبة، بعد أن أوثقوه وجلدوه وصفعوه وبصقوا على وجهه، مع العلم أن بني إسرائيل الى هذه اللحظة يخافون أن يذكروا اسم الرب خالق السموات والأرض، حتى أنهم إذا أرادوا أن يكتبوا اسمه فإنهم لا يكتبونه كاملاً وخاصةة باللغة الانجليزية فهم لا يكتبون God بل يكتبون G-d خوفاً منن الإساءة والتجديف على الرب فيما يقولونه أو يكتبونه وهم لاا يعلمون؟!!!!
- فسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه،
أجابه يسوع أنا كلمت العالم علانية، أنا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائماً، وفي الخفاء لم أتكلم بشيء،
لماذا تسألني أنا، اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم، هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت أنا،
ولما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفاً قائلاً أهكذا تجاوب رئيس الكهنة،
أجابه يسوع إن كنتُ قد تكلمتُ رديّاً فاشهد على الرّديّ وإن حسناً فلماذا تضربني،
وكان حنّان قد أرسله موثقاً الى قيافا رئيس الكهنة. (يوحنا 18: 19-24)
- وكذلك رؤساء الكهنة أيضاً وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا، خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر ان يُخلصها،
إن كان هو ملك اسرائيل فليَنزل عن الصليب فنؤمن به،
قد اتكل على الإله فليُنقذه الآن إن أراده،
لأنه قال أنا ابن الإله. (متّى 27: 41-43)
مع العلم أن العهد القديم يقول أن الرب ليس انسان ولا يسكن مع الانسان على الارض وأنه لا يقدر عليه أحد.
أيها الرب أنت إلهنا، لا يقوَ عليك إنسان. (أخبار الايام الثاني 14: 11)
وأما شخصية بيلاطس، هل نجح كتبة الأناجيل في رسم صورته وشخصيته في تعامله مع يسوع كإله حقيقي وهم يكتبون أنه حاكم يسوع وقال أنه سيؤدبه وبعد ذلك جلده ووضع على رأسه إكليلاً من الشوك وألبسه ثوباً أُرجوانياً؟!
- فأجابهم بيلاطس قائلاً أتريدون أن أُطلق لكم ملك اليهود،
لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسداً،
فهيّج رؤساء الكهنة الجمع لكي يطلق لهم بالحري باراباس،
فأجاب بيلاطس أيضاً فقال لهم وأيّ شرّ عمل،
فازدادوا جداً صُراخاً اصلبه،
فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجمع ما يُرضيهم أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع بعد ما جَلدَه ليُصلب. (مرقس 15: 9-15)
- فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب،
وقال لهم قد قدمتم إليّ هذا الانسان كمن يُفسد الشعب،
وها أنا قد فحصت قدّامكم ولم أجد في هذا الانسان علّة مما تشتكون به عليه،
ولا هيرودس أيضاً، لأني أرسلتكم إليه، وها لا شيء يستحق الموت صُنع منه،
فأنا أُؤدبه وأُطلقه،
وكان مضطراً أن يُطلق لهم كل عيد واحداً،
فصرخوا بجُملتهم قائلين خذ هذا وأطلق لنا باراباس،
وذاك كان قد طرح في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتل،
فناداهم أيضاً بيلاطس وهو يُريد أن يُطلق يسوع،
فصرخوا قائلين اصلبه اصلبه،
فقال لهم ثالثة فأي شرّ عمل هذا، إني لم أجد فيه علّة للموت،
فانا أُؤدبه وأطلقه،
فكانوا يلجّون بأصوات عظيمة طالبين أن يُصلب، فقويت أصواتهم وأصوات رؤساء الكهنة،
فحكم بيلاطس ان تكون طلبتهم،
فاطلق لهم الذي طرح في السجن لأجل فتنة وقتل الذي طلبوه، وأسلم يسوع لمشيئتهم. (لوقا 23: 13-25)
- فحينئذ أخذ بيلاطس يسوع وجلده وضفر العسكر إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه وألبسوه ثوب أرجوان، وكانوا يقولون السلام يا ملك اليهود وكانوا يلطمونه،
فخرج بيلاطس أيضاً خارجاً وقال لهم ها أنا أُخرجه إليكم لتعلموا أني لستُ أجد فيه علة واحدة،
فخرج يسوع خارجاً وهو حامل إكليل الشوك وثوب الأُرجوان فقال لهم بيلاطس هوذا الإنسان. (يوحنا 19: 1-5)
وأخيراً هل نجح كتبة الأنأجيل في رسم وإظهار شخصية هيرودس في تعامله مع يسوع الذي يفترض أنه إله وابن إله والأُقنوم الثاني من الأقانيم التي تعبدها الكنائس وهم يكتبون أن هيرودس احتقرر يسوع كما في النص التالي:
- وأما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جداً لأنه كان يُريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة وترجّى أن يرى آية تصنعع منه، وسأله بكلام كثير فلم يُجبه بشيء،
ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد،
فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به وألبسه لباساً لامعاً ورده الى بيلاطس، فصار بيلاطس وهيرودس صديقين معع بعضهما في ذلك اليوم لأنهما كانا من قبل في عداوة بينهما. (لوقاا 23: 8-12)
على الرغم من أن لوقا نفسه كتب أن هيرودس مات بطريقة غريبة جداً لأنه لم يعط مجدا للإله! كما في النص التالي:
- وَكَانَ هِيرُودُسُ سَاخِطًا عَلَى الصُّورِيِّينَ وَالصَّيْدَاوِيِّينَ، فَحَضَرُوا إِلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَاسْتَعْطَفُوا بَلاَسْتُسَ النَّاظِرَ عَلَى مَضْجَعِ الْمَلِكِ، ثُمَّ صَارُوا يَلْتَمِسُونَ الْمُصَالَحَةَ لأَنَّ كُورَتَهُمْ تَقْتَاتُ مِنْ كُورَةِ الْمَلِكِ. فَفِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ لَبِسَ هِيرُودُسُ الْحُلَّةَ الْمُلُوكِيَّةَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْمُلْكِ وَجَعَلَ يُخَاطِبُهُمْ. فَصَرَخَ الشَّعْبُهذَا صَوْتُ إِلهٍ لاَ صَوْتُ إِنْسَانٍ!»، فَفِي الْحَالِ ضَرَبَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ الْمَجْدَ للإله، فَصَارَ يَأْكُلُهُ الدُّودُ وَمَاتَ. (أعمال الرسل 12: 20-23)
فهل احتقار يسوع من قِبَل هيرودس لا يعني أنه لم يُعط مجداً للإله؟!
يستطيع كتبة الأناجيل والكنائس أن يؤمنوا بما يشاؤون من معتقدات، ولكن عليهم أن يعلموا جيداً أن هذه المعتقدات لا علاقةة لها بالرب خالق السموات والأرض، سواء بالنظر الى عظمة هذاا الكون، أو بما هو مكتوب من صفات وأفعال عن الرب خالق السموات والأرض في كتب العهد القديم.
وأختم هذه الدراسة بالقول إن الرب خالق السموات والأرض لن يترك أحداً يكتب أي شيء عن تعدد الآلهة ويدعو الى عبادتها معع الرب خالق السموات والأرض دون أن يُظهر أخطاءه وتناقضاتهه لكل انسان يدرك عظمة هذا الكون وبالتالي يدرك عظمة ووحدانيةة خالقه، من خلال ما كتب هو شخصياً في كتاباته وأقواله، وهو ماا يظهر بكل وضوح لكل من يقرأ الأناجيل، وهو ما بينت جزءاً صغيراً منه في هذا الكتاب وباقي كتبي.
نادر عيسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق