الأربعاء، 10 مارس 2010

الفصل الاول شخصية يسوع: القسم الرابع: نبوءات ووعود يسوع في الاناجيل عرض ونقد

الفصل الأول شخصية يسوعالقسم الرابعنبوءات ووعود يسوع
يسوع المسيح هو الشخصية المركزية التي قام عليها إيمان الكنائس المختلفة، وهو في ذات الوقت الشخصية الأكثر إثارة للاختلاف والجدل بين الكنائس المختلفة، وبينها وبين باقي البشر من ناحية أُخرى، إنْ من ناحية صفاته أو من ناحية أفعاله، ولهذا فقد استحوذ على آلاف الدراسات، وعقدت من أجله عشرات المجامع الكنسية، التي في العادة ما تخرج في كل مرة بشيء جديد ومثير للجدل والمناقشات، فمنذ ارتفاعه ومروراً بمجمع نيقية سنة 325 إلى يومنا هذا والبشرية تبحث عن حقيقة يسوع، والسبب في ذلك هو ما يقال عنه من صفات وما ينسب له من أفعال وأقوال.
فيسوع كما تقول الكنائس يحمل صفات إلهية أهلته لان تقوم الكنائس بعبادته والخضوع له بالصلاة والتقدمات والتضرعات، وقالت جميع الكنائس المختلفة في عصرنا هذا انه جزء من الثالوث الذي تعبده، وقالت عنهم إنهم واحد ومن نفس الجوهر، لا بل في الحقيقة لقد تمّت صياغة الثالوث بناء على شخصيته، لان العهد القديم لم يتحدث سوى عن رب واحد وإله واحد خالق السموات والأرض.
وفي هذا القسم سأقوم بدراسة النصوص التي تحدثت عن يسوع في الأناجيل لنرى حقيقة هذه الصفات الإلهية التي تقول الكنائس المختلفة انه يتصف بها وحقيقة ما يُنسب له في قوانين إيمان الكنائس المختلفة من صفات في ضوء ما ذكرت الأناجيل والعهد القديم من صفات للرب خالق السموات والأرض.
ان ازدواجية شخصية يسوع في الأناجيل، بمعنى انه إنسان وإله في نفس الوقت، كانت السبب الرئيس في خلق حالة الاختلاف حوله، وخاصة أن العهد القديم لا يتحدث إلا عن إله حق واحد هو الرب خالق السموات والأرض الذي ليس معه إله وليس دونه إله، كما ان الكون وما نجد فيه من تناسق ووحدة ونظام يدل أيضاً على وحدانية خالقه وصانعه، إذ لو كان هناك أكثر من خالق لظهر هذا الأمر في عالمنا المادي، فعدم وجود أي اختلاف في نظام وخلق هذا العالم يعتبر أكبر دليل على انه لا يوجد سوى خالق واحد، فقول الكنائس عن يسوع انه إله من خلال تفسيرها لبعض نصوص العهد القديم والعهد الجديد يوجب علينا إعادة دراسة هذه النصوص لنرى حقيقتها، ومن ثم الحكم على تلك التفسيرات إن كانت صحيحة أم لا.
وما يهم في هذه الدراسة هو النصوص التي فهمت منها الكنائس وفسرتها على أنها صفات إلهية كان يتمتع بها يسوع مما استوجب على الكنائس أن تعبده وتدعو الناس لعبادته، فهذه الدراسة لن تبحث في سيرة حياته كما هي مكتوبة في الأناجيل فهذا الأمر كنت قد قمت بدراسته في كتاب يسوع بن يوسف النجار أسئلة حائرة.

نبوءات يسوع

تعتبر النبوءات من أهم الصفات التي تدل على ان قائلها يحمل صفات غير طبيعية سواء كانت نبوية أو إلهية، فالأنبياء يُخبرون ببعض الأمور الخافية عن علم البشر سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل وينسبون علمهم بها للرب خالق السموات والأرض فإذا وقعت، أو عُلِمت، كما قالوا فهو دليل على ان الرب أرسلهم وان لم تحدث، أو عُلِم خطؤها، فتدل على ان الرب لم يُرسلهم، فَعِلم الغيب ليس بإمكان البشر ان يعلموه دون إخبار من الرب.
كما أن الرب في العهد القديم يتحدى الناس أن يُخبروا بالأمور الغيبية للتدليل على ما يزعمونه من أنهم آلهة، أو أنهم مرسلون من عند غير الرب خالق السموات والأرض، كما في النصين التاليين:
وأما النبي الذي يُطغي فيتكلم باسمي كلاماً لم أُوصه أن يتكلم به،
أو الذي يتكلم باسم آلهة أُخرى فيموت ذلك النبي،
وان قلتَ في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب،
فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يَصِر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب،
بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه. (تثنية 18: 15-22)
قدموا دعواكم يقول الرب،
احضروا حججكم يقول ملك يعقوب،
ليقدموها ويخبرونا بما سيعرض،
ما هي الأوليات،
اخبروا فنجعل عليها قلوبنا ونعرف آخرتها،
أو أعلمونا المستقبلات،
أخبروا بالآتيات فيما بعد،
فنعرف أنكم آلهة،
وافعلوا خيراً أو شرّاً فنلتفت وننظر معاً،
ها انتم من لا شيء وعملكم من العدم،
رجسٌ هو الذي يختاركم. (إشعياء 41: 21-24)
والأناجيل والكنائس المختلفة لم تبتعد عن هذا الأمر فنجدهم يسعون بكل جهدهم لإثبات أن يسوع إله بالقول انه كان يعلم الغيب، ويستشهدون على ذلك بعدد من نصوص الأناجيل وفيما يلي بعضها:
- هو ذا بيتكم يترك لكم خراباً. (لوقا 13: 35)
هذا النص يتحدث عن خراب الهيكل وهو ما تقول الكنائس أنه حدث سنة 70 بعد ميلاد يسوع على أيدي الرومان مما يعني أن يسوع كان يتنبأ بالمستقبل ويعلم الغيب وهذا دليل على حمله للصفات التي تصفه بها في قوانين إيمانها.
- ورأى يسوع نثنائيل مقبلاً إليه فقال عنه هو ذا إسرائيلي لا غشّ فيه، قال له نثنائيل من أين تعرفني،           
أجاب يسوع وقال له قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك،
أجاب نثنائيل وقال يا معلم أنت ابن الإله، أنت ملك إسرائيل،
أجاب يسوع وقال له هل آمنت لأني قلت لك اني رأيتك تحت التينة،
سوف ترى أعظم من هذا،
وقال الحق الحق أقول لكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الرب يصعدون وينزلون على ابن الإنسان. (يوحنا 1: 47-51)
في هذا النص يقول يسوع انه رأى نثنائيل وهو تحت التينة قبل ان يلتقي به وهو مما تعتبره الكنائس دليلاً على علمه بالغيب.
- قال لها يسوع اذهبي وادعي زوجك وتعالي الى ههنا،
أجابت المرأة وقالت ليس لي زوج،
قال لها يسوع حسناً قلت ليس لي زوج، لأنه كان لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس هو زوجك، هذا قلت بالصدق،
قالت المرأة يا سيد أرى أنك نبي. (يوحنا 4: 16-19)
- فتركت المرأة جرّتها ومضت الى المدينة وقالت للناس هلمّوا وانظروا انساناً قال لي كل ما فعلت، ألعل هذا هو المسيح. (يوحنا 4: 29)
- فآمن به أكثر من تلك المدينة كثيرون من السامرة بسبب كلام المرأة التي كانت تشهد أنه قال لي كل ما فعلت. (يوحنا 4: 39)
في هذه النصوص يُخبر يسوع المرأة السامرية انها كانت متزوجة بخمسة رجال في السابق، وانها تعيش الآن مع صديقها وليس مع زوجها، فآمنت المرأة وقومها لأجل ذلك، وهو ما يُشير إلى ان يسوع يعلم الغيب، وهو ما تعتبره الكنائس من الأدلة على إلوهية يسوع. تقريباً هذه هي كل النصوص التي تستشهد بها الكنائس على ما تقوله عن يسوع في قوانين إيمانها، وان كانت تقوم بمحاولات أُخرى كتفسير كتاب رؤيا يوحنا أو سِفر دانيال للتدليل على هذا الأمر إلا أن هذا الأمر لا يعنينا الآن فنحن نتحدث عن شخصية يسوع من خلال ما هو مكتوب في الأناجيل.
 وهنا لا بد من طرح سؤال وهو هل هذه فقط هي النصوص التي تحدث يسوع فيها عن المستقبل أو تنبأ بها؟
في الحقيقة ان من يقرأ الأناجيل يجد عشرات النصوص التي تنبأ فيها يسوع عن المستقبل ولكن الكنائس لا تحاول التحدث عنها لأنها تعلم عدم تحقق تلك الأقوال والنبوءات، وكنت قد استعرضتها كلها بالتفصيل في كتاب يسوع بن يوسف النجار أسئلة حائرة وقبل استعراض بعضها أود التذكير بقول ليسوع يصف  فيه كلامه وهو كما يلي:
السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (متّى 24: 35)
السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (مرقس 13: 31) 
السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (لوقا 21: 23)
في هذه النصوص يقول يسوع ان كلامه لا يزول ولو زالت السماء والأرض وفي الصفحات التالية سنرى إن كان كلامه قد تحقق كما قال أم أنه زال ولم يتحقق، والسماء والأرض باقيتان ولم تزولا.
- فأجاب رئيس الكهنة وقال له استحلفك بالإله الحي ان تقول لنا هل أنت المسيح ابن الإله، قال له يسوع أنت قلت، وأيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء. (متّى 26: 62-64)
- فسأله رئيس الكهنة أيضاً وقال له أأنت المسيح ابن المبارك، فقال يسوع أنا هو،
وسوف تبصرون ابن الانسان جالساً عن يمين القوة وآتياً في سحاب. (مرقس 14: 61-62)
منذ الآن يكون ابن الانسان جالساً عن يمين قوة الإله. (لوقا 22: 69)
في هذه النصوص يقول يسوع، أو يتنبأ، بأن اليهود الذين حاكموه سيُبصرونه من الآن جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء، والجميع يعلم ان هؤلاء جميعاً قد ماتوا ولم يبصروه جالساً عن يمين القوة ولا آتياً على سحاب السماء، لا منذ تلك اللحظة ولا بعدها، وما زالت الكنائس تقول لأتباعها الطيبين انهم سيبصرونه الآن جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء!
- وقال له الحق الحق أقول لكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الإله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان. (يوحنا 1: 51)
هذا القول قاله يسوع عندما التقى نثنائيل وأخبره انه رآه تحت التينة الذي تستشهد به الكنائس المختلفة على علم يسوع بالغيب ومع هذا فهذا القول لم يتحقق كما تنبأ به فلم ير أحد السماء مفتوحة والملائكة تصعد وتنزل على ابن الإنسان لا من الوقت الذي حدده ولا بعده.
ان محاولة تفسير الكنائس لهذه الأقوال بأنها ستكون عند مجيء يسوع في المرة الثانية آخر الزمان يتناقض مع صفة أقوال الرب الذي يقول في العهد القديم ان كلامه سيتحقق كما قال وفي الزمن الذي حدده بدقة كما في النص التالي:
- لأني أنا الرب أتكلم،
والكلمة التي أتكلم بها تكون، لا تطول،
لأني في أيامكم أيها البيت المتمرد أقول الكلمة وأُجريها يقول السيد الرب. (حزقيال 12: 25)
فهذا الفرق بين أقوال يسوع وأقوال الرب يؤكد أن يسوع لا يحمل الصفات التي كتبتها عنه الكنائس في قوانينها.
- حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلم نريد ان نرى منك آية، فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية الا آية يونان النبي لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال. (متّى 12: 38-40)
في هذا النص يتنبأ يسوع بمدة بقائه في القبر ويقول انه سيكون ثلاثة أيام وثلاث ليال، وهذا القول تعلم الكنائس المختلفة انها مهما سعت في تبريره لأتباعها الطيبين فإنها لن تنجح لأن يسوع لم يبق في القبر إلا ليلتان ويوم فقط، وليس كما قال ثلاثة أيام وثلاث ليال لأنه دُفن في القبر بعد مغيب شمس يوم الجمعة واختفى أو قام من الأموات قبل شروق شمس يوم الأحد، أي انه أمضى ليلة السبت ويوم السبت وليلة الأحد وقبل شروق شمس يوم الأحد جاءت النساء فلم يجدن جسده، فبقائه في القبر يخالف نبوءته، وأما يونان الذي استشهد به يسوع فيقول عنه الرب انه أمضى ثلاثة أيام وثلاث ليال كاملة كما في النص التالي:
- أما الرب فأعدّ حوتاً عظيماً ليبتلع يونان،
فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال. (يونان 1: 17)
- خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني،
وأنا أُعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي. (يوحنا 10: 27-28)
في هذا النص يتنبأ يسوع بعدم موت تلاميذه إلى الأبد، أي إلى عودته الثانية، ومع هذا القول إلا أن جميع التلاميذ ماتوا ولم يبقوا إلى الأبد كما تنبأ، وعدم موت جميع التلاميذ حتى مجيئه الثاني كانت من الأمور المُسلّمَة عندهم حتى أن يوحنا أشار إليها في إنجيله لأنه آخر من كتب الأناجيل فقال في آخر إنجيله:
قال له، أي لبطرس، إن كنت أشاء انه، أي يوحنا، يبقى حتى أجيء فماذا لك، اتبعني أنت،
فذاع هذا القول بين الإخوة إن ذلك التلميذ لا يموت،
ولكن لم يقل يسوع انه لا يموت،
بل إن كنت أشاء انه يبقى حتى أجيء فماذا لك. (يوحنا 21: 22-23)
فبقاء التلاميذ أو بعضهم حتى مجيء يسوع كان من الأمور المسلمة عندهم، وبعد أن تكاثر الموت فيهم اضطر بولس ان يهدئ من روعهم واضطرابهم كما في النص التالي:
- ثم لا أُريد أن تجهلوا أيها الإخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم،
لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الإله أيضاً معه،
فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب،
إننا نحن الأحياء الباقين الى مجيء الرب لا نسبق الراقدين،
لأن الرب نفسه بهتافٍ بصوت رئيس ملائكة وبوق الإله سوف ينزل من السماء، والأموات في المسيح سيقومون أولاً،
ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء،
وهكذا نكون كل حين مع الرب.
لذلك عَزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام. (1تسالونيكي 4: 13-18)
في هذا النص يقول بولس ان يسوع سيأتي وهو، أي بولس، ومن معه أحياء، ثم يقول لهم عزّوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام، فماذا تقول الكنائس لأتباعها الطيبين بعد أكثر من تسعة عشر قرناً من وفاة آخر التلاميذ سوى ما قاله بولس لأتباعه نتيجة لعدم تحقق كلام يسوع عزّوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام!
- الحق أقول لكم ان من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في مملكته. (متّى 16: 28)
- وقال لهم الحق أقول لكم ان من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا مملكة الإله قد أتت بقوة. (مرقس 9: 1)
- وحقاً أقول لكم ان من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا مملكة الإله. (لوقا 9: 27)
في هذه النصوص يقول يسوع مخاطباً تلاميذه أنهم لن يموتوا جميعاً حتى يروه آتياً في مملكته، وفي النص الثاني حتى يروا مملكة الإله قد أتت بقوة، وفي النص الثالث حتى يروا مملكة الإله، والكنائس المختلفة وأتباعها الطيبين تعلم ان جميع التلاميذ ماتوا ولم يروا يسوع آتياً في مملكته ولا رأوا مملكة الإله قد أتت بقوة ولا بغير قوة.
فهذه النبوءة لم تتحقق، فهل أقول ما قاله بولس لأتباعه عزّوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام نتيجة لعدم تحقق كلام يسوع السابق.
- ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأُخرى،
فاني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان. (متّى 10: 23)
في هذا النص يقول يسوع، أو يتنبأ، بأن تلاميذه لن يكملوا الكرازة أو التبشير في جميع مدن إسرائيل حتى يأتي مرة ثانية، والجميع يعلم ان التلاميذ أكملوا الكرازة والتبشير في جميع مدن إسرائيل وماتوا كلهم ولم يأت، والكنائس من بعدهم أكملت الكرازة في معظم مدن العالم ولم يأت ابن الإنسان، فقوله السابق أو نبوءته لم تتحقق كما قال، ولكن الكنائس ما زالت تطبع هذه الأقوال في الأناجيل مع علمها بعدم تحققها، ولكنها تستشهد بقول بولس السابق عزّوا بعضكم بعضاً!
- وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي،
ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك، بصبركم اقتنوا أنفسكم. (لوقا 21: 17-19)
في هذا النص يتنبأ يسوع بان شعرة من رؤوس التلاميذ لن تهلك، ومع هذه النبوءة والوعد إلا أن جميع التلاميذ هلكوا وهلكت معهم شعورهم، والغريب في هذه النبوءة ليس عدم تحققها، فالنصوص الماضية تظهر أن نبوءاته كلها غير متحققة، وإنما هو كتابة لوقا ذات النبوءة في كتاب أعمال الرسل على لسان بولس عندما ذهب إلى روما أول مرة عن طريق البحر وحدث خلال سفره عاصفة كادت تغرق السفينة فقال هذه النبوءة وتحققت كما قال، كما في النصين التاليين:
- لذلك التمس منكم أن تتناولوا طعاماً لأن هذا يكون مفيداً لنجاتكم،
لأنه لا تسقط شعرة من رأس واحد منكم. (أعمال الرسل 27: 34) 
ثم يكمل لوقا قصته ويتحدث عن نجاة السفينة ويُنهيها بقوله:
فهكذا حدث أن الجميع نجوا الى البر. (أعمال الرسل 27: 44)
فكيف تتحقق نبوءة بولس ولم تتحقق نبوءة يسوع؟!
- الحق أقول لكم إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد. (يوحنا 8: 51)
في هذا النص يتنبأ يسوع بأن من يحفظ كلامه فلن يموت إلى الأبد، والجميع يعلم أن تلاميذه ماتوا وكذلك أتباع الكنائس، فهل عدم تحقق هذه النبوءة سببه أنه لم يوجد أحد حفظ كلامه أم لأن هذه النبوءة خاطئة؟!
- ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل،
فتقدم تلاميذه لكي يروه أبنية الهيكل،
فقال لهم يسوع اما تنظرون جميع هذه،
الحق أقول لكم انه لا يُترك ههنا حجر على حجر لا ينقض،
 وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا،
وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر،
فأجاب يسوع وقال لهم لا يضلكم أحد،
فان كثيرين سيأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح ويضلون كثيرين،
وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب، انظروا لا ترتاعوا، لأنه لا بد أن تكون هذه كلها، ولكن ليس المنتهى بعد،
لأنه تقوم أُمة على أُمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن،
ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع،
حينئذ يُسلّمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأُمم لأجل اسمي،
وحينئذ يعثر كثيرون ويُسلمون بعضهم بعضاً ويبغضون بعضهم بعضاً،
ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويُضلون كثيرين،
ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين،
ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص،
ويكرز ببشارة المملكة هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم، ثم يأتي المنتهى،
فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ،
فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال، والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئاً، والذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه ليأخذ ثيابه، وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام،
وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت،
لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون، ولو لم تقصّر تلك الأيام لم يخلص جسد، ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام، حينئذ ان قال لكم أحد هو ذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا،
لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يُضلوا لو أمكن المختارين ايضاً،
ها أنا قد سبقت وأخبرتكم،
فان قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا، ها هو في المخادع فلا تصدقوا،
لأنه كما ان البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب هكذا يكون أيضاً مجيء ابن الانسان، لأنه حيثما تكن الجثة تجتمع النسور،
وللوقت بعد ضيق تلك الأيام، تظلم الشمس والقمر لا يُعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوّات السماء تتزعزع، حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء،
وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الانسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير،
فيُرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السماء الى اقصائها، فمن شجرة التين تعلموا المثل، متى صار غصنها رخصاً وأخرجت أوراقها تعلمون ان الصيف قريب، هكذا انتم ايضا متى رأيتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الأبواب،
الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله،
 السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول،
وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السماء إلا أبي وحده. (متّى 24: 1-36)
الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله،
السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول، وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب. (مرقس 13: 30-32)
الحق أقول لكم انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل،
السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (لوقا 21: 32-33)
في هذه النصوص يتنبأ يسوع بأن نهاية العالم ستكون قبل نهاية الجيل الذي عاش فيه! ونحن الآن بعد تسعة عشر قرناً من مضي ذلك الجيل ولم يحدث ما تنبأ به.
فعدم تحقق نبوءات يسوع هل تدل على انه يحمل صفات إلهية كما تقول الكنائس لأتباعها الطيبين؟
كما اننا نقرأ في النص الأول عدم علمه بالغيب بشكل واضح إذ يقول ان اليوم الأخير لا يعرفه أحد سوى أباه، وفي هذا الكتاب فصل خاص عن أبيه وهناك سنعلم ان كان أبوه يعلم اليوم الأخير أم لا، وما يهم هنا هو تصريحه بأنه لا يعلم موعد اليوم الأخير، ونحن هنا نقرأ ليس فقط انه لا يعلم موعد اليوم الأخير بل إنه لا يعلم الكثير من الأمور الغيبية، فهو لم يتنبأ بشيء وحدث كما قال.
وعدم علمه بالغيب يدل على انه ليس مساوياً لأبيه، هذا إذا كان أبوه يعلم الغيب، ولا أنه من نفس الجوهر كما تقول الكنائس لأتباعها في قوانين إيمانها.
كما نلاحظ أنه عندما تحدث عن علامات الأيام الأخيرة استشهد بما كتبه دانيال، فلو كان ما تقوله عنه الكنائس صحيحاً لما استشهد بدانيال ولتحدث من نفسه مباشرة، فلماذا يستشهد بكلام دانيال لو كان هو من أوحى به له، أو أحد الأقانيم الأُخرى، هذا إذا كانت الأقانيم الثلاثة موجودة، وهي ليست بموجودة؟!
- في ذلك اليوم تقدم بعض الفريسيين قائلين له اخرج واذهب من ههنا لأن هيرودس يريد أن يقتلك،
فقال لهم امضوا وقولوا لهذا الثعلب ها أنا أُخرج شياطين وأشفي اليوم وغداً وفي اليوم الثالث أُكمّل،
بل ينبغي ان أسير اليوم وغداً وما يليه،
لأنه لا يمكن أن يهلك نبي خارجاً عن أُورشليم،
يا أُورشليم يا أُورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها،
كم مرة اردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا،
هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا،
والحق أقول لكم أنكم لا ترونني حتى يأتي وقت تقولون فيه مبارك الآتي باسم الرب. (لوقا 13: 31-35)
هذا النص تستشهد به الكنائس على صحة نبوءات يسوع وعلمه بالغيب، كما بينت ذلك سابقاً، ولكن عندما نقرأ النص كاملاً وليس فقرة منه يتبين لنا أنه يحوي نبوءتين وليس واحدة فقط، أما الأُولى فحديثه عن خراب الهيكل، وهذا حدث سنة 70 للميلاد، مع العلم أن إنجيل لوقا عليه خلاف إن كان قد كتب قبل سنة سبعين بعد الميلاد أم بعدها! ولكن لنعتبر أن القول قيل قبل كتابة إنجيل لوقا وأن النبوءة صحيحة.
والنبوءة الثانية في النص هي قول يسوع عن اليهود أنهم لن يروه ثانية حتى يقولوا مبارك الآتي باسم الرب، وهذه النبوءة خاطئة لعدة أسباب، منها أن اليهود ظلوا يرونه بعد قوله هذا الكلام عدة أيام ولم يكتفوا برؤيته فقط بل قاموا بالقبض عليه وسجنه وتعذيبه ومن ثم صلبه وقتله كما تقول الأناجيل لأن هذا القول قاله قبل الصلب ببضعة أيام.
كما أن هذا القول لو أخذناه على ظاهره فإنه يعني أن يسوع لن يعود حتى يقول اليهود مبارك الآتي باسم الرب، وهم لم يقولوا هذا القول، فهل عدم عودته كما وعد تلاميذه سابقاً من أنه سيعود قبل موتهم جميعاً راجع لعدم قول اليهود مبارك الآتي باسم الرب، وإذا لم يقل اليهود مبارك الآتي باسم الرب، وهم لم يقولوها ولن يقولوها، فهل هذا يعني أنه لن يعود؟!
هذا بالنسبة لما في النص من نبوءات، وأما إذا تأملنا في النص، فسنجد أنه يحوي من الأخطاء الشيء الكثير، مما يُلقي بظلال الشك ليس على النبوءات فقط بل وكذلك على علم يسوع بما جاء في العهد القديم من قصص، فهو يقول انه لا يمكن أن يهلك نبي خارج أُورشليم مما يشير إلى أن كل الأنبياء ماتوا في أُورشليم وهذا القول خطأ، لأن العهد القديم يخبرنا عن عشرات الأنبياء ماتوا وهلكوا خارج أُورشليم، ومن أشهرهم موسى وهارون ويعقوب ويوسف وإبراهيم وغيرهم الكثير!
وأما قوله انه سيسير اليوم والذي يليه وفي اليوم الثالث يُكمّل في إشارة إلى عملية صلبه فهذا القول لم يتحقق أيضاً فكما هو معلوم أن يسوع أمضى أكثر من أُسبوع قبل إلقاء القبض عليه وهو ما يُعرف بإسبوع الآلام! وليس ثلاثة أيام كما قال.
وأما قول الفريسيون له أن هيرودس يريد أن يقتله فهذا القول أيضاً خطأ، كما كتب لوقا نفسه في إنجيله إذ قال إن هيرودس فرح عندما رأى يسوع.
- وأما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جداً. (لوقا 23: 8)
فكيف يريد ان يقتله وهو فرح برؤيته، وهنا قد يقول بعض الطيبين من أتباع الكنائس إن هذا القول للفريسيين وليس من أقوال يسوع نفسه فلعلهم كانوا يريدون أن يُخيفوه من هيرودس بهذا القول! ولكن جواب يسوع لهم يدل على تصديقه لهم، إلا إذا قال هؤلاء الطيبين أن يسوع لا يعلم الغيب ولهذا صدق الفريسيين فيما قالوه. وهذا الأمر سأُناقشه بالتفصيل عند الحديث عن شخصية هيرودس.
ويل لكم لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزينون مدافن الصديقين،
وتقولون لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء،
فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء،
فاملأوا أنتم مكيال آبائكم،
أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم،
لذلك ها أنا أُرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة إلى مدينة،
لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق  إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل  والمذبح،
الحق أقول لكم ان هذا كله يأتي على هذا الجيل. (متّى 23: 29-37)
- لذلك قالت حكمة الإله أني أُرسل إليهم أنبياء ورسلاً فيقتلون منهم ويطردون،
لكي يُطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء المهرق منذ انشاء العالم،
من دم هابيل إلى دم زكريا الذي أُهلك بين المذبح والبيت،
نعم أقول لكم انه يطلب من هذا الجيل. (لوقا 11: 49-51)
في هذين النصين يتنبأ يسوع بان كل خطايا اليهود عبر الزمن سيدفع ثمنها الجيل الذي عاش بينه، وهذه النبوءة لم تتحقق، كما أننا نقرأ في النص الأول قولاً غريباً ليسوع إذ يقول أن الذي قتله اليهود بين الهيكل والمذبح هو زكريا بن برخيا والصحيح أن الذي قتله اليهود هو زكريا بن يهوياداع،  كما في النص التالي:
- ولبس روح الإله زكريا بن يهوياداع الكاهن،
فوقف فوق الشعب وقال لهم هكذا يقول الإله لماذا تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون،
لأنكم تركتم الرب قد ترككم،
ففتنوا عليه ورجموه بحجارة بأمر الملك في دار بيت الرب،
ولم يذكر يوآش الملك المعروف الذي عمله يهوياداع أبوه معه بل قتل ابنه،
وعند موته قال الرب ينظر ويطالب. (الايام الثاني 24: 22)
فلو كانت نبوءاته صادقة وكان يعلم الغيب لكان الواجب عليه أن يعرف اسم الذي قتله اليهود بين الهيكل والمذبح وهذا الأمر لا يحتاج إلى علم بالغيب بل إلى قراءة العهد القديم!
- وكان واحد من المذنبين المعلقين يُجدف عليه قائلاً إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا،
فأجاب الآخر وانتهره قائلاً أوَلا أنت تخاف الإله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه، أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا، وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله،
ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في مملكتك،
فقال له يسوع الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس. (لوقا 23: 39-43)
في هذه النبوءة يقول يسوع ان ذلك الرجل سيكون معه اليوم في الفردوس، وهذا القول لم يتحقق كما قال يسوع، لأن الأناجيل تقول إن يسوع أمضى ليلتين ويوماً في القبر وبعد خروجه من القبر بقي يظهر للتلاميذ أربعين يوما قبل أن يصعد إلى السماء كما هو مكتوب في أعمال الرسل، مما يعني أن ذلك الرجل لم يكن مع يسوع في الفردوس في الوقت الذي حدده يسوع، وعدم تحقق كلام يسوع كما قاله لا يدل على حمله صفات إلهية، لأن الرب خالق السموات والأرض إذا قال قولاً فإنه يكون في الوقت الذي حدده ولا يتخلف دقيقة واحدة كما يحدث مع يسوع.
- الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة،
الحق الحق أقول لكم إنه تأتي ساعة، وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الإله والسامعون يحيون،
لأنه كما أن الأب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أن تكون له حياة في ذاته،
وأعطاه سلطاناً أن يدين أيضاً لأنه ابن الإنسان،
لا تتعجبوا من هذا،
فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيآت الى قيامة الدينونة،
أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً، كما أسمع أدين،
ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي،
بل مشيئة الأب الذي أرسلني. (يوحنا 5: 24-30)
في هذا النص يقول يسوع إنه تأتي ساعة، وهي الآن! حين يسمع الأموات صوته ويقومون من قبورهم ويحيون!
وهذا القول لم يتحقق ولم تخبرنا الأناجيل أي قصة عن قيام الموتى من قبورهم في الوقت الذي حدده بكلمة الآن، فقوله الآن ليس له معنى، وكلام الرب كله متحقق وفي الوقت المحدد، وباقي كلام يسوع في النص ينقض قوانين إيمان الكنائس، سواء قوله أنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً، أو حديثه عن الفرق بين مشيئته ومشيئة أبيه.
وأخيراً قوله لا تتعجبوا من هذا، كيف لا نتعجب من هذا ومن غيره ونحن نرى أنه لم يتنبأ بأي نبوءة وتحققت كما قال!
وفي الختام أود التذكير بأحد نصوص العهد القديم لعله يكون باعثاً للكثير من الطيبين لمراجعة ما يؤمنون به من صفات للرب خالق السموات والارض لا تليق بعظمته ولا قوته ولا وحدانيته، وهو كما يلي:
- هكذا يقول الربّ مَلِكُ إسرائيل وفاديه ربُّ الجنود أنا الأول والآخر، ولا إله غيري،
ومن مثلي يُنادي فليُخبر به،
ويعرضهُ لي منذ وضَعتُ الشعب، القديم والمستقبلات وما سيأتي ليُخبروهم بها،
لا ترتعبوا ولا ترتاعوا أما أعلمتك منذ القديم وأخبرتك،
فأنتم شهودي،
هل يوجد إلهٌ غيري،
ولا صخرة لا أعلم بها،
الذين يُصوّرُون صنماً كله باطل،
ومشتهياتهم لا تنفع، وشهودهم هيَ لا تبصر ولا تعرف حتّى تخزى،
من صوّر إلهاً وسبك صنماً لغير نفعٍ،
ها كل أصحابه يخزون،
والصناع هم من الناس يجتمعون كلّهم يقفون يرتعبون ويخزَوْنَ معاً،
طَبعَ الحديد قدّوماً وعمِل في الفحم، وبالمطارق يصوِّره فيصنعه بذراع قوّته،
يجوع أيضاً فليس له قوة،
لم يشرب ماء وقد تعب،
نجّر خشباً، مدّ الخيط،
بالمخرز يُعلِّمَه، يصنعه بالأزاميل، وبالدّوّارة يَرسِِمه،
فيصنعه كشبه رجل،
كجمال إنسان ليسكن في البيت،
قطع لنفسه أرزاً وأخذ سندياناً وبلّوطاً واختار لنفسه من شجر الوعر،
غرس صنوبراً والمطر يُنمّيه ، فيصير للناس للإيقاد ويأخذ منه ويتدفأ،
يُشعل أيضاً ويخبز خبزاً ثم يصنع إلهاً فيسجد،
قد صنعه صنماً وخرّ له،
نصفه أحرقه بالنار، على نصفه يأكل لحماً، يشوي مشويّاً ويشبع،
يتدفأ أيضاً ويقول بخٍ قد تدفأت رأيت ناراً،
وبقيّته قد صنعها إلهاً صنماً لنفسه،
يخرّ له ويسجد ويُصلي إليه ويقول نجّني لأنك أنت إلهي،
لا يعرفون ولا يفهمون لأنه قد طمست عيونهم عن الإبصار وقلوبهم عن التعقل،
ولا يردد في قلبه وليس له معرفة ولا فهم حتى يقول نصفه قد أحرقتُ بالنار وخبزت أيضاً على جمره خبزاً شويت لحماً وأكلت،
أفأصنع بَقيّته رِجساً،
ولساق شجرةٍ أخِرُّ، يرعى رماداً،
قلبٌ مخدوع قد أضله فلا يُنجّي نفسه، ولا يقول أليس كذبٌ في يميني،
اذكر هذا يا يعقوب، يا إسرائيل فانك أنت عبدي قد جبلتك،
عبدٌ لي أنت،
يا إسرائيل لا تنسى مني، قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك،
ارجع اليّ لأني فديتك،
ترنّمي أيتها السموات لأن الربّ قد فعل،
اهتفي يا أسافل الأرض أشيدي أيتها الجبال ترنماً الوعر وكل شجرة فيه لأن الرب قد فدى يعقوب، وفي إسرائيل تمجّد،
هكذا يقول الربّ فاديك وجابلك من البطن،
أنا الربّ صانع كل شيء،
ناشر السموات وحدي، باسط الأرض،
من معي،
مُبطل آيات المُخادعين ومُحمّق العرّافين مُرجّعٌ الحكماء الى الوراء ومجهّل معرفتهم،
مقيم كلمة عبده،
ومتمم رأي رسله،
القائل عن أُورشليم ستعمر ولمدن يهوذا ستبنين وخِرَبها أُقيم،
القائل للجّة انشفي وأنهارك أُجفف،
القائل عن كورش راعيّ فكل مسرّتي يُتمّم ويقول عن أُورشليم ستُبنى وللهيكل ستُؤسّس. (إشعياء 44: 6-28)

وعود يسوع

يتحدث العهد القديم في عشرات المواضع بل في مئات عن وعود الرب وتحقيقها كما قال، بدءاً من الوعد بعدم إغراق الأرض مرة ثانية كما فعل في زمن نوح، وانتهاء بوعوده لملوك بني إسرائيل المتأخرين، وهذا الأمر كان بناء على صفات الرب، كما في النصوص التالية:
- هل يستحيل على الرب شيء. (تكوين 18: 14)
- وأيضاً نصيح اسرائيل لا يكذب ولا يندم لأنه ليس انساناً ليندم. (صموئيل الاول 15: 29)
ليس الإله إنساناً فيكذب ولا ابن إنسان فيندم،
هل يقول ولا يفعل،
أو يتكلم ولا يفي. (عدد 23: 19)
ولهذا نجد ان كل كلام الرب ووعوده متحققة، سواء منها التي تتحدث عن جزاء العمل الصالح أو التي تتحدث عن العقاب اذا ابتعد الانسان عنه وعبد غيره أو معه آلهة أُخرى، كما في النصوص التالية:
- لم تسقط كلمة من جميع الكلام الصالح الذي كلم به الرب بيت إسرائيل،
بل الكل صار. (يشوع 21: 45)
- وها أنا اليوم ذاهب في طريق الأرض كلها،
وتعلمون بكل قلوبكم وكل أنفسكم انه لم تسقط كلمة واحدة من جميع الكلام الصالح الذي تكلم به الرب عنكم،
الكل صار لكم ولم تسقط منه كلمة واحدة،
ويكون كما انه أتى عليكم كل الكلام الصالح الذي تكلم به الرب إلهكم عنكم،
كذلك يجلب الرب كل الكلام الرديء حتى يُبيدكم عن هذه الأرض الصالحة التي أعطاكم الرب إلهكم، حينما تتعدون عهد الرب إلهكم الذي أمركم به وتسيرون وتعبدون آلهة أُخرى وتسجدون لها يحمى غضب الرب عليكم فتبيدون سريعاً عن الأرض الصالحة التي أعطاكم. (يشوع 23: 14-16)
- مبارك الرب الذي أعطى راحة لشعبه اسرائيل حسب كل ما تكلم به،
ولم تسقط كلمة واحدة من كل كلامه الصالح الذي تكلم به عن يد موسى عبده. (الملوك الاول 8: 56)
فهذه وعود الرب متحققة ولا يسقط منها شيء، فماذا عن وعود يسوع الذي تقول الكنائس المختلفة أنه إله يُعبد من دون الرب، إذا قلنا، وهو الصحيح، انه وأباه والروح المقدس آلهة غير الرب، ويُعبد مع الرب اذا قلنا كما تقول الكنائس ان الأب يعني الرب؟!
لنقرأ ما وعد يسوع به الناس لنرى ان تحققت هذه الوعود أم لا.
- فأجاب بطرس حينئذ وقال له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا،
فقال لهم يسوع الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر،
وكل من ترك بيوتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو إماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً من أجل اسمي،
يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية. (متّى 19: 27-29)
وابتدأ بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك،
فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أُماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلي ولأجل الإنجيل، إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتاً وإخوة وأخوات وأُمهات وأولاداً وحقولاً مع اضطهادات،
وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية. (مرقس 10: 28-30)
- فقال بطرس ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك،
فقال لهم الحق أقول لكم إن ليس أحد ترك بيتاً أو والِدَين أو إخوة أو امرأة أو أولاداً من أجل مملكة الإله، إلا ويأخذ في هذا الزمان أضعافاً كثيرة،
وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية. (لوقا 18: 28-30)
في هذه النصوص نقرأ أن يسوع وعد تلاميذه وأتباعه بإعطاء كل من يترك منهم شيئاً من أجله ومن أجل الإنجيل ومن أجل مملكة الإله مائة ضعف! وعدّد بعضاً من تلك الأشياء التي يمكن أن يتركها الإنسان، منها البيوت والآباء والأُمهات والإخوة والأزواج والأولاد، وهذا الوعد ليس بحاجة إلى شرح وتفسير كي نعلم استحالة تحققه في الحياة الإنسانية، كما نعلم أنه لم يفِ بهذا الوعد لتلاميذه، فبطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا تركوا سُفنهم ولم يأخذوا بدلاً منها مائة سفينة بل عاشوا حياتهم فقراء يعملون بأيديهم ليكسبوا قوت يومهم، كما ان يوحنا ويعقوب تركا أباهما ولم تخبرنا الأناجيل أنهما أخذا بدلاً عنه مائة أب.
وباقي الوعود نجد عند التأمل فيها أنها تثير الكثير من الشفقة على قائلها وكاتبها أكثر من السعي لنقدها، فكيف سيأخذ الرجل الذي يترك امرأته مائة امرأة مقابلها، والكنائس منعت تعدد الزوجات، وهذا الأمر يكون أكثر استحالة إذا تحدثنا عن النساء فكيف ستأخذ المرأة مائة زوج بدلاً من زوجها الذي تركته من أجل يسوع ومن أجل الإنجيل ومن أجل مملكة الإله؟!
وهنا قد يقول بعض الطيبين ان هذا الوعد سيكون في اليوم الأخير، ولكن حتى في اليوم الأخير فإن هذا الوعد غير قابل للتنفيذ لأن يسوع يقول أنه لا يوجد زواج في القيامة، كما في النص التالي:
- فأجاب يسوع وقال لهم تضلن إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الإله،
لأنهم في القيامة لا يُزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الإله في السماء. (متّى 22: 29-30)
فهذا الوعد الذي ثبت استحالة تنفيذه في الدنيا وفي الآخرة ألا يدل على ان وعود يسوع هي غير وعود الرب خالق السموات والأرض، وبالتالي فإن يسوع لا يحمل صفات إلهية تجعل منه إلهاً يُعبد من دون الرب.
- وفي الصباح اذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من الأصول، فتذكر بطرس وقال له يا سيدي انظر،
التينة التي لعنتها قد يبست،
 فأجاب يسوع وقال لهم ليكن لكم إيمان بالإله،
لأني الحق أقول لكم إن من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه بل يؤمن ان ما يقوله يكون فمهما قال يكون له،
لذاك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا ان تنالوه فيكون لكم. (مرقس 11: 20-24)
- فأجاب يسوع وقال لهم الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان ولا تشكون فلا تفعلون أمر التينة فقط بل ان قلتم لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر فيكون، وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه. (متّى 21: 21-22)
في هذين النصين يَعِد يسوع تلاميذه وأتباعه بأنه سيُعطيهم كل ما يطلبونه منه، وهذا الوعد لا يحتاج إلى كثير شرح لإثبات عدم تحقيقه، فكم واحد من تلاميذه طلب منه ولم يُعطه ما طلب، كما في النص الأول، وكم واحد من أتباع الكنائس المختلفة طلب في صلاته أشياء ولم تتحقق له، فهذا الوعد ليس كوعود الرب التي تتحقق ولا يسقط منها حرف.
- فقال الرسل للرب زد إيماننا،
فقال الرب لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم. (لوقا 17: 5-6)
في هذا النص قد نجد عذراً ليسوع في عدم تحقيق وعوده لتلاميذه وأتباعه، فهو يقول لهم إن كان إيمانهم مثل حبة خردل فسيكون في مقدورهم أن يأمروا الجميزة بأن تنقلع وتنغرس في البحر فتطيعهم، فهو ربط بين تحقيق الوعد بوجود إيمان ولو مثل حبة خردل! فعدم تحقيق هذا الوعد هل يدل على عدم وجود أي إنسان من تلاميذه وأتباعه على مدار التاريخ كان إيمانه بمقدار حبة خردل، أم ان هذا الوعد غير صحيح؟!
- الحق أقول لكم من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها لأني ماض الى أبي،
ومهما سألتم باسمي فذلك افعله ليتمجد الأب بالابن، إن سألتم شيئاً باسمي فاني أفعله. (يوحنا 14: 12-14)
وهذا النص كسابقه، يسوع يَعِد تلاميذه وأتباعه بأنه سيفعل لهم كل ما يطلبونه، ومع هذا فالواقع الإنساني منذ أكثر من عشرين قرناً يُثبت ان هذا الوعد غير متحقق، وسأضرب مثالاً واحداً يُغني عن الكثير وهو هذه الانقسامات التي حدثت وتحدث في الكنائس المختلفة، ألم يوجد إنسان واحد سأله ان لا تحدث هذه الانقسامات، وبعد انقسام الكنائس ألم يوجد إنسان واحد سأله أن يوحدها؟!
- وفي ذلك اليوم لا تسألونني شيئاً،
الحق الحق أقول لكم إن كل ما طلبتم من الأب باسمي يعطيكم،
إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي،
اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً.  (يوحنا 16: 23-24)
في هذا النص يتحدث يسوع عن أبيه ويقول ان أباه سيُعطي تلاميذه وأتباعه كل ما يسألونه منه باسم يسوع، وهذا القول لم يتحقق فليس كل ما يطلبه التلاميذ والأتباع من أب يسوع باسمه يأخذوه كما هو معلوم، وعدم أخذ ما يطلبه الأتباع من أب يسوع باسمه يدل على أن وعود أب يسوع هي أيضاً غير متحققة وهو ما يثبت قولي أن أب يسوع ليس هو الرب خالق السموات والأرض لأن وعود الرب وكلماته صادقة وتحدث كما قال، وأما وعود يسوع وأباه فهي كما نعرف ويعرف الجميع انها غير متحققة، سواء طلبها الناس من يسوع مباشرة أو من أبيه باسم يسوع.
- الحق أقول لكم  كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء،
وأقول لكم أيضاً ان اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبي الذي في السماء،
لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم. (متّى 18: 18-20)
في هذا النص يقول يسوع ان أباه الذي في السماء سيُعطي تلاميذه وأتباعه أي شيء يطلبونه منه إن اتفق اثنان منهم فصاعداً لأنه، أي يسوع، يكون في وسطهم، وهذا الوعد مع وضوح عدم تحققه، إلا أنه يثير في النفس تساؤلات كثيرة، ومنها هل نستطيع القول ان يسوع في وسط الكنائس المختلفة كلها، وهم يقولون ذلك، وإن كانوا ينفون وجود يسوع في وسط الكنائس المخالفة، ويقرّهم على كل الاختلافات التي بينهم والتي أدت إلى وقوع ملايين القتلى بسبب اتفاق بعضهم على بعض صفاته واختلاف الباقين معهم؟!
الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية،
 أنا هو خبز الحياة،
آباؤكم أكلوا المنّ في البريّة وماتوا،
هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت،
أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء،
إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد،
والخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي،
الذي أبذله من أجل حياة العالم،
فخاصم اليهود بعضهم بعضاً قائلين كيف يقدر هذا أن يُعطينا جسده لنأكله،
فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم ان لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم،
من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير،
لأن جسدي مأكل حقّ ودمي مشرب حقّ،
من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه،
كما أرسلني الأب الحيّ وأنا حيّ بالأب فمن يأكلني فهو يحيا بي،
هذا هو الخبز الذي نزل من السماء،
ليس كما أكل آباؤكم المنّ وماتوا،
من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد. (يوحنا 6: 47-58)
في هذا النص يَعِد يسوع تلاميذه وأتباعه بعدم الموت والحياة إلى الأبد، وسواء قلنا ان هذا الوعد يقصد به الحياة الطبيعية كما هو ظاهر كلامه، أو الحياة المعنوية أو الإيمانية كما تفسره الكنائس المختلفة فهذا الوعد لم يتحقق!
ففي الحالة الأولى نعلم ان جميع التلاميذ ماتوا، ومن جاء بعدهم من أتباع الكنائس فإنهم يموتون كباقي الناس، وأما على تفسير الكنائس للحياة الأبدية فهذا الوعد أيضاً لم يتحقق لأن التلاميذ، بعد أن أكلوا جسد يسوع وشربوا دمه في العشاء الأخير، ناموا عندما كان يُصلي، على الرغم من أنه كان قد أمرهم بالسهر والصلاة معه، ومن ثم هربوا عند إلقاء القبض عليه وأنكروه وشكوا فيه، وأخيراً لم يؤمنوا ولم يصدقوا أنه قام من القبر أو من الأموات، وهذا كله بحسب ما هو مكتوب في الأناجيل،  فهذا القول غير متحقق بأي معنى من المعاني.
وخلاصة القول فإننا نجد الفرق بين وعود الرب وكلماته المتحققة والصادقة ووعود يسوع وأباه الغير متحققة وغير الصادقة، مما يثبت أن يسوع ليس له أي علاقة من ناحية الصفات بالرب خالق السموات والأرض لأن العهد القديم يقول:
هل يستحيل على الرب شيء. (تكوين 18: 14)
- وأيضاً نصيح إسرائيل (أي الرب) لا يكذب ولا يندم لأنه ليس إنساناً ليندم. (صموئيل الاول 15: 29)
ليس الإله أنسانا فيكذب ولا ابن إنسان فيندم،
هل يقول ولا يفعل،
أو يتكلم ولا يفي. (عدد 23: 19) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق